نحن وشهر رمضان المبارك
تترقب عيون المسلمين في كل عام أن تكتحل برؤية هلال الخير والبركة والمغفرة ، هلال شهر رمضان ذاك العزيز الغائب ، الذي إذا حضر هبّّ لاستقباله ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم بقلوب مستبشرة ،وأعمال خيّرة ، وآمال فيّاضة .
وهو يطلّ علينا كلّ عام حاملاً معه البشائر ، متفائلاً بعودة الضالين ، ووعي الغافلين ، وتوبة المذنبين ، يأتي كمن يعرف ما عنده من إمكانيات ، وما يحمل من بركات يحيي الله به قلوباً ميتة ، ويقوي الله فيه عزائم أصيبت بالضعف وقلوباً أصيبت بالوهن .
عظيم أنت أيها الشهر بين الشهور ، متألق في جميع العصور ، لا نعلم أنهارك الذي يقضى في الصيام أروع أم ليلك الذي يمضى بالذكر والقيام وراحة الأبدان ؟ وهل بكاء الخاشعين في ساحات السحر أروع أم صفوف المسلمين المرتصة في بيوت الله تؤدي صلوات الفرائض والنوافل ؟ أم أيادي الخير التي تمتد لتصل إلى كهوف المحرومين ، وتمسح دموع الأسى من عيون الثكالى والأيامى والمحتاجين ؟
ولا نعلم أي ايامك أجمل ؟.... يوم قدومك بعد طول غياب ، أم يوم وداعك وقد منحنا الأجر والثواب ، وكلنا أمل أن نلقاك ثانية مع جملة الأحباب ؟
الأجر فيك غير محدود والعمل الصالح فيك مزدحم ، حيث يتنقل المؤمنون بين تلاوة القرآن والتسبيح ، أو البر بالأهل والأقارب والجيران ، أو مساعدة مسلم ناء أو عابر سبيل .
الصائمون رمضان مؤهلون لدخول الجنّة من باب الريان ، ودعاؤهم لا يردّ وبرّهم لا يصد ، ّ ووقتهم كلّه عبادة ، وشياطينهم مصفّدة ما داموا في قلك الطاعة يسيرون وبأمر الله يأتمرون .
اللهم بلغنا رمضان ، وأعنّا على صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، وأرشدنا إلى عمل الخير فيه حتّى لا ينقضي دون أن نحصل على العفو والعافية من الملك الديّان الحنّان المنّان الذي يفرح بعودة التائبين ويحبهم ويجالس الذاكرين ويودهم ، ويداوي المعرضين فيبتليهم حتى يعودوا .
وأنت أخي القارئ الكريم اتحفنا بانطباعاتك عن فرحتك بقرب حلول شهر رمضان ...........